الشاعر روح التميمي
... ما أعذب الإذلال...
أوَتحسبيني قد نسيـتُ هـواكِ ؟
لا .. والذي جعل السرورَ رضاك !
واللهِ ما نـزلَ السلُـوُّ بساحتـي
يومـا ولا مـلّ الفـؤادُ جـواكِ
يا حُلْمَ أيّامـي وسلـوةَ خاطـري
أنتِ الحياةُ .. فكيف لي أنسـاكِ!
قدرٌ بلوحي قد كُتِبتِ .. وهل لنـا
فيما قُضي من مهـربٍ وفكـاكِ؟
لا زلتِ في عرش الفـؤادِ مليكـة
ً الأمرُ أمْـرُكِ .. والحيـاة فـداكِ
مهما تمرّدتِ المشاعر في الهوى
فالقلبُ عندك .. والمـدارُ سمـاكِ
داعبتُ روحَك زهرةً فـي كِمِّهـا
فتعطّرتْ روحـي بِفَـوْحِ شـذاكِ
وإذا الفراقُ المرُّ يعصـفُ نجمُـهُ
فشَكَوْتِـهِ وأنـا كذلـك شــاكِ
أدنـو إليـك فتُبعديـن مشيحـةً
وإذا بعُدْتُ دنـوتِ مـن عليـاكِ!
فصحبتُ بعدك كـلَّ نجـمٍ ساهـرٍ
وعـددْتُ كـلَّ كواكـب الأفـلاكِ
وثملتُ في درب المتاهـةِ سـادرًا
بيـن السكـارى طالبًـا سَلْـواكِ
فأعود والعشـقُ المُـذِلُّ يردُّنـي
لأعالـجُ الأشجـانَ فـي نجـواكِ
ما أعذبَ الإذلالَ منـك يسومُنـي
إنْ كـان فـي أعقابِـهِ لُقيـاكِ!
إن المَذَلّـةَ فـي المحبـة فطـرةٌ
وأنـا الذليـلُ المُكْتـوِي بِلَظـاكِ
ما زلتُ عملاقًا .. قويًا .. ساحرًا
مع كلِّ من عشق القويَّ .. سواكِ!
سبحان من جمع الجمالَ بأسـرِهِ
في ومضةٍ من سحـرِكِ الفتّـاكِ!
وحباكِ من قلبي الزمـامَ فَقُدْتِـهِ
قودَ الأسيرِ إلـى ريـاضِ حِمـاكِ
أرأيت يـاروحَ الجمـالِ وَذَوْبَـهُ
أن المحبَّ الحقَّ .. لا ينسـاك؟